من يدخل لا يخرج.. غابة أوكيغاهارا في اليابان الأكثر جدلًا حول العالم

تمتلك غابة أوكيغاهارا في اليابان سمعة مظلمة تنسجم مع ظلالها الكثيفة وأسرارها العميقة، وتُعتبر واحدة من أشهر المواقع المعروفة بالانتحار في العالم، حيث يقصدها العديد من الأشخاص الذين يفكرون في الانتحار سنويًا، ما جعلها تحتل مرتبة مرتفعة بين قوائم الأماكن الأكثر شهرة لهذا الغرض، وتقع الغابة الأكثر جدلًا حول العالم على سفوح جبل فوجي، وتمتد على مساحة شاسعة من الأراضي، مما يمنحها طابعًا مظلمًا ومهيبًا في الوقت ذاته، وتشتهر الغابة بكثافة الأشجار والنباتات التي تغطي الأرض بأكملها، مما يجعلها مكانًا مظلمًا ومعزولًا يبعث الخوف.

غابة أوكيغاهارا

وتمتلك أيضًا غابة أوكيغاهارا تاريخًا طويلًا من القصص المرتبطة بالأساطير، مما يجعلها مصدرًا للاهتمام والغموض للكثيرين، ومع ذلك، فإن سمعتها المظلمة تنتج أيضًا عن عمليات الانتحار التي يقوم بها البعض داخلها، وتواجه السلطات اليابانية تحديًا كبيرًا في مواجهة ظاهرة الانتحار داخلها، حيث تعمل على تكثيف الجهود لتوعية الناس وتقديم الدعم للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والضغوط النفسية ولكن دون جدوى كبيرة.

​​​​​​​نشأة غابة أوكيغاهارا

يعود تاريخ نشأة غابة أوكيغاهارا إلى عام 864 ميلادي، عندما شهدت المنطقة ثورانًا بركانيًا عنيفًا من جبل فوجي، وتسبب هذا الانفجار البركاني في انتشار حوالي 12 ميلًا مربعًا من الحمم البركانية، ومع مرور الزمن بدأت الطبيعة في استعادة عافيتها، وانتشرت الأشجار والنباتات بكثافة، تحوّلت هذه الأراضي الصحراوية إلى غابة خضراء تغطيها الأشجار والأعشاب، وتشكلت بداخلها كهوف غريبة نتيجة لتدفق الحمم البركانية خلال الثوران البركاني.

روح الشر في غابة أوكيغاهارا

تكثر الأساطير والمعتقدات حول غابة أوكيغاهارا ويعتقد الكثير من اليابانيين أن الغابة تحمل في طياتها قوى شريرة غامضة، نابعة من ممارسات وتقاليد قديمة لليابانيين عبر العصور، خاصة أن القرن التاسع عشر تميز بممارسات قاسية منها أن الأسر اليابانية كانت تتخلص من كبار السن وتتركهم داخل الغابة ليموتوا بكرامة وفقًا لمعتقدات تلك الحقبة الزمنية المتشددة.